سيرة شخصية
أحمد عبد السلام البقالي
ولد الشاعر و الكاتب و الروائي و القاص، عبد السلام البقالي ، بمدينة أصيلة بالمغرب يوم 21 أكتوبر ،1932 في بيت علم و دين و لأسرة من أبوين شريفي النسب، جده الأول لبيه قاد المجاهدين البقالين في معركة وادي المخازن التي أوقفت المد الصليبي البرتغالي الذي كان يستهدف الوصول إلى الحرمين الشريفين عبر شمال إفريقيا. أما جده الأول لأمه، سيدي الخضرغيلان، فقد كان قائداًعسكريا كبيرا ، كّلفه ملك البلد بتحرير شواطئ الغرب من الاحتللأ البرتغالي ، و على يديه تحررت مدينة أصيلة ، و له بها اليوم ضريح كبير.
تعليمه -
تلقى تعليمه الابتدائي بأصيلة ، و بها حفظ القرآن الكريم على يد والده الفقيه الجليل ، السيد عبد السلام البقالي ، مدير الدرسة الابتدائية و إمام السجد الأعظم و خطيب الجمعة و موقت الدينة و مفتيها ، رحمهة ال. وفيها نهل من كتب التراث بمكتبة والده ، و اطلع على الأدب الهجري بمكتبة خاله الهادي غيلان.
موهبته الشعرية -
و في أصيلة الصغيرة الجميلة الحاطة بسور برتغالي قديم تفتحت موهبته الشعرية قبل أن يعرف ما هو الشعر ، فلم يكن بالمدينة شاعر و لا أديب ! و عشق البحر و الطبيعة و امتص الآداب و التراث المغربي الشعبي في أسواقها على أيدي رواة الأساطير و الأزليات العربية القديمة ، مثل أزلية الملك سيف بن ذي يزن و أبو زيد الهلالي و عنترة ابن شداد و غيرهم. و بها انفتح على الثقافة الغربية بقراءته باللغة الإسپانية و العربية.
في تطوان الرائعة -
و في أواخر سنة 1949 انتقل إلى تطوان لدراسة الثانوي. وكانت تطوان عاصمة المنطقة الخليفية الواقعة تحت الحماية
الإسپانية. وفيها نشر أول قصائده الشعرية في مجلة «الأنيس» للأستاذ محمد الجحرة و «الأنوار»للأستاذ أحمد مدينة ، ابن
أخت الأستاذ عبد الخالق توريس، زعيم حزب الإصلح الوطني. ومن الأستاذ أحمد مدينة حصل على أوًل مكافأة عن عملٍ أدبي نشرته الأنوار، و قدره مئة بسيطة. و كانت في ذالك العهد شيئاً مذكوراً.
حصل عليها مكافأة له على مسرحيته الشعرية التاريخية «مصرع الخلخالي» التي كانت تحكي قصة الباشا الخلخالي الذي سام أهل أصيلة الخسف ، فثار عليه أهلها و حاصروه في مبنى «لصقالة» فاضطرًسام أهل أصيلة الخسف ، فثار عليه أهلها و حاصروه في مبنى «لصقالة» فاضطرً للقاء نفسه على صخور البحر و مات! ورأى الوطنيون في الشمال الغزى من وراء السرحية في وقت كان التوتر سائداً بينهم و بين طغاة الستعمار الإسپاني!
الاعتراف و الجوائز -
و في تطوان حصل على عدة جوائز أدبية بشعره الوطني في ثلاث مباريات أدبية كانت تنظمها «وكالة الأخبار و الإشهار والسفر» التابعة لحزب الاستقلال ، في الدار البيضاء ، تحديًا للاستعمار الفرنسي! كما حصل على عدة جوائز في مباريات القصة التي كان ينظمها «معهد مولاي الحسن بن المهدي» في تطوان. و تعارف مع جماعة أعيان المدينة الذين جاؤوا لزيارته بالعهد.
أصدقاء العمر -
و يقول الأستاذ البقالي علن هذه الزيارة : « جاء هؤلء لزيارتنا، أنا و صديق صباي، محمد البوعناني، في القسم الداخلي بالعهد الرسمي حيث كنا نقيم. و تعللوا بأن سبب مجيئهم كان ما نشره محمد بخبرة، رئيس الجماعة النافسة لجماعتهم ، في مجلته الخطية «أفكار الشباب» ، عن البعدان من كلام لا يليق! و فكروا في أن خير من يردُّ على هذه التهمة هو الموجّهة إليه، البعناني!
و هكذا اجتمعنا في اليوم الوالي في بيت حسن داود ، ابن الأستاذ الؤرخ، الشيخ محمد داود، رحمه ال ، لنخطط للهجوم المضاد! و من ضمن الحاضرين كان محمد مولاطو، رحمه الله ، والشاعر عبد الواحد أخريف و المهدي الدليرو. و تكونت بيننا علاقة صداقة امتدت العمر كله!»
في مصر -
و في سنة ،1953 و بعد نفي جلالة الملك محمد الخامس ، سافر البقالي إلى القاهرة و فيها إلتحق بالمدرسة الخديوية لدراسة التوجيهي. ثم التحق بكلية الأداب بجامعة القاهرة لدراسة علم الاجتماع. و بموازاة مع الدراسة، مارس نشاطً سياسياً مع الطلبة الغاربة والجزائريين و الفلسطنيين ضد الاحتلالين القيتين، الفرنسي و الصهيوني. وساهم بأشعاره في إذاعة صوت العرب و الصحافة المصرية. و في القاهرة نشر أول مجموعة قصصية بعنوان «قصص من الغرب».
في أمريكا -
و في صيف سنة 1959 سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة دراسته العليا في علم الاجتماع بجامعة كولومبيا بنيويورك. وفيها انفتحت أمامه آفاق الأدب الأمريكي و نموذج الحياة الأمريكية الحرة الديموقراطية المفتوحة على العالم و على جميع الثقافات و الشعوب.
و في صيف سنة 1960 قام برحلة طويلة إلى الغرب الأمريكي طبعت حياته بطابع لا يزول، و جعلته يفهم أشعار وولت ويتمان، شاعر أمريكا الأعظم ، بعمق أكثر، و فيها قرأ عددا كبيرًا من الكلاسيكيات الغربية.
الرجوع إلى المغرب -
و في سنة 1961 اشتدت عليه الغربة و الإرهاق فعاد إلى المغرب ، على أمل أن يلتحق بوزارة الخارجية و يعين بواشنطن ليتابع دراسته نحو الدكتوراة. و في الرباط التَحَقَ بوزارة الإعلام ، وتعارف مع عددٍ من الكتاب و الأدباء الشباب و هناك شارك بأعماله الأدبية شعرًا و قصة و مقالة في اثراء الجو الأدبي ، و فتحت له جريدة «العلم» الرائدة أبوابها بفضل رئيس تحريرها الأستاذ الأديب ، عبد الكريم غلاب و الصحافي الأديب الموهوب ، عبد الجبار السحيمي. فنشر فيها إنتاجه بكثافة باسمه الصريح وتحت اسم مستعار هو «حسن الشريف». و عرف اسمه في المنطقة السلطانية.
الرجوع إلى أمريكا -
و في سنة 1962 التحق بوزارة الخارجية، و عي ملحقًا ثقافيًا بالسفارة المغرية بواشنطن. وهناك ساهم بمحاضراته و عروضه الثقافية في عددٍ من الولايات في توعية الشعب الأميركي ، المعرّض لكبر عملية لغسل دماغ في التاريخ بقضايا الأمية العربية وعلى رأسها قضيتا الجزائر و فلسطين. و كانت له مواجهات كثيرة مع عيد من عتاة الصهاينة في عدد من المؤتمرات و اللقاءات الجامعية و غيرها.
في لندن -
و في سنة 1965 عّين ملحًقا ثقافيا و قنصلًاعاماً بسفارة المغرب بلندن مدة سنتين ، أيام سفارة صاحبة السمو الملكي الأميرة للاعائشة. ثم عاد بعد ذالك إلى واشنطن مستشارًا ثقافياً في عهد صاحبة السمو الملكي الأميرة لل نزهة و السفير الأستاذ أحمد عصمان.
- وفي سنة 1968، عاد إلى المغرب وقضى هناك خمسة أشهر.
- و في بداية 1970 عقد قرانه على الاَنسة آسية ابنة الحاج محمد بن علي التطواني، و سافر بها الى واشنطن لقضاء فترة ثلثة بهذة العاصمة .
- و في سنة 1971 عاد إلى المغرب بصفة نهائية ، و التحق بالديوان الملكي و بقي به يعمل ترجمانا من اللغة الإنجليزية و إليها لصاحب الجلالة الملك الحسن الثاني ، طيب الله ثراه، و محررا لرسائله و خطبه. إلى أن تقاعد في 2003/2/19.
- و كانت الثلثون سنة التي قضاها بالديوان الملكي أخصب أيام إنتاجه الأدبي. و فيه ولد له ولده البار محمد شان و ابنته الغالية لين، حفظهما الله و بارك فيهما.
حياته الأدبية -
- بدأ شاعراً ، و فاز عن شعره الوطني و الاجتماعي بأكثر من أربعة عشرجائزة. نشرت أشعاره في بحر الخمسينيات في مجلت «الأنيس» و «الأنوار» و «المعرفة » و في جريدة «النهار» بتطوان. وفي جريدة «العلم» في الستينيات ، و في «اليثاق الوطني »، و عدد من المجلات و الجرائد العربية مثل مجلة الدوحة القطرية و الحرس الوطني و المجلة العربية السعوديتان من بداية السبعينيات حتى أوائل 2000.
- كتب القصة القصيرة و الرواية و فاز عنها بعدة جوائز.
- صدر له أزيد من خمسين كتابًا في الشعر و القصة و الرواية و النقد و الترجمة و المسرحية الشعرية و الإذاعية و التلفزيونية و كتاب الطفل و الفتى.
- و تفرّغ في بحر التمانينات لكتابة قصة الطفل و الشباب، و نال عنها جائزة «المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم» "أليكسو -ALESCO"، و جائزة الملكة نور حرم الملك حسين ملك الأردن.
- ساهم بإنتاجه الأدبي و السياسي في الصّحف و المجلت الغربية و الشرقية و القسم العربي بالإذاعة البريطانية. و شارك لمدة سنتين في صفحة الرأي بجريدة الشرق الأوسط.
- وعد من أوّل كتاب لرواية الخيال العلمي بالعربية برواياته : «الطوفان الأزرق» و «سأبكي يوم ترجعين» و «المدخل السري إلى كهف الحمام» و «مدينة الأعماق» و«مدائن السراب». كما يعد من رواد القصة البوليسية العربية.
- ترجمت بعد أعماله إلى الإسپانية و الفرنسية و الروسية و الرومانية، وأُخرجت أفلام و مسلسلت إذاعية و تلفزيونية عنبعض رواياته.